بينما يحل شهر رمضان بنسماته الروحانية والتقاليد الاجتماعية المميزة، يصبح لزاماً على الأسر تحمل نفقات إضافية ناتجة عن ارتفاع تكاليف الطعام والتجهيزات، فضلاً عن النفقات الإضافية المرتبطة بالاجتماعات العائلية المتعددة وتقديم الهدايا للأحباء والأصدقاء، وكذلك الصدقات والتبرعات الخيرية التي تكثر في هذا الشهر الكريم. لا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل يشمل أيضاً مصروفات عيد الفطر المبارك، بما في ذلك شراء الملابس الجديدة لأفراد الأسرة وتحضير الضيافة للضيوف المهنئين بقدوم العيد، إضافة إلى عادة إهداء أفراد العائلة الممتدة الهدايا والمبالغ الرمزية من المال.
ومع ذلك، فإن هذا السيناريو المالي لا ينطبق على الجميع، خاصةً بالنسبة للشباب والشابات الذين لا يحملون مسؤولية عائلية مباشرة مثل العزاب. بالنسبة لهؤلاء الأفراد، يمكن أن يكون شهر رمضان فرصة ذهبية لتوفير المال وادخاره، بدلاً من تكبد النفقات الإضافية. يمكن لهؤلاء الأفراد الاستفادة من هذه الفترة لوضع خطط مالية محكمة، وتحديد أهداف شخصية مالية تسعون لتحقيقها. بذلك، يمكنهم تخصيص جزء من دخلهم للاستثمار أو لتحقيق أهداف معينة كتوفير لمستقبل مالي مستقر، أو تحقيق رحلة سفر أو دراسة أو أي هدف آخر يطمحون لتحقيقه.
في هذا السياق، يمكن للشباب والشابات الغير مرتبطين استثمار شهر رمضان في تحقيق أهدافهم المالية الشخصية، وذلك من خلال التحكم في مصروفاتهم وتوجيهها نحو الأولويات المالية المهمة بالنسبة لهم من خلال:
١. يمكن لهم تحديد المصروفات الضرورية وتقليص النفقات الزائدة، مثل تناول وجبات الإفطار والسحور في المنزل بدلاً من تناولها في المطاعم، وتقليل التسوق الغير ضروري وعدم التسوق اثناء الصيام لان حالة الجوع التي يعيشها الصائم تجعله اكثر شهية تجاه الطعام فيقوم بشراء ما هو ضروري وغير ضروري.
٢. يمكن للشباب العزاب البحث عن العروض والخصومات التي تقدمها المتاجر خلال شهر رمضان على المواد الغذائية والملابس وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
٣. ممارسة العادات المالية السليمة مثل وضع ميزانية شهرية وتوفير جزء محدد من دخلهم في حساب التوفير.
٤. يمكن للشباب العزاب اكتساب مهارات جديدة خلال شهر رمضان من خلال المشاركة في الأنشطة الاقتصادية المجتمعية مثل التطوع في الأعمال الخيرية وتبادل المهارات مع الآخرين، مما يمكن أن يوفر لهم فرصاً لاستغلال وقتهم بشكل مفيد وتوطيد علاقاتهم مع الاخرين مما يفتح أبواب الحصول على وظائف جديدة او إضافية لازدياد الدخل.
كيف يساهم رمضان بخفض المصروفات الشخصية للشباب
هناك مصاريف عديدة ينفقها الشباب في الأيام العادية والتي يمكن أن تتلاشى بشكل ملحوظ في شهر رمضان.
١. يتغير نمط الإفطار خلال هذا الشهر، حيث يتم التركيز على وجبة الإفطار بشكل خاص، بينما يتم تقليل الوجبات الأخرى على مدار اليوم، مما يؤدي إلى توفير جزء كبير من المصروف الشخصي الشهري.
٢. يلحظ أن الصائمين يقللون من استهلاكهم للتبغ خلال فترة الصوم، مما يعني توفير مبالغ مالية كبيرة التي كانت سابقاً تُنفق على شراء السجائر.
٣. يتغير نمط الخروج مع الأصدقاء خلال شهر رمضان، حيث تقل فرص الخروج إلى المقاهي والمطاعم نظراً لإغلاق أبوابها في ساعات النهار، مما يؤدي إلى توفير مبالغ كبيرة كانت سابقاً تُنفق على هذه النشاطات الترفيهية.
٤. يتغير نمط المواصلات خلال شهر رمضان، حيث يقلل الأشخاص من التنقل ويفضلون البقاء في مكان واحد بسبب الاجهاد ونفاذ الطاقة، مما يساهم في توفير مصروف المواصلات والوقود.
٥. يؤدي استغلال فترات الصوم والعبادة لتقليل النشاطات الترفيهية التي تتطلب مصروفاً مالياً، مثل السفر وحضور الفعاليات الخارجية، مما يساهم في ترشيد النفقات وتحقيق التوفير.
في ختام المقال، يظهر أن شهر رمضان يمثل فرصة فريدة للشباب الغير مسؤولين عن عائلة لتحقيق التوفير المالي وتحقيق التوازن المالي المطلوب في حياتهم. من خلال التركيز على النفقات الضرورية وتقليل الإسراف في النفقات الشهرية، بالإضافة إلى الاستفادة من التغيرات في النمط الحياتي خلال شهر رمضان، يمكن للشباب العزاب تحقيق استفادة كبيرة وتحقيق توفير ملحوظ في مصروفاتهم.
هذا الشهر الكريم يتيح الفرصة للشباب والشابات لاستغلال الأوقات الفاضلة في الصيام والعبادة للتفكير في الأولويات المالية وتحقيق الأهداف المالية الشخصية. بالتركيز على الادخار والتخطيط المالي السليم، يمكن للشباب العزاب الاستفادة إلى أقصى حد من هذه الفترة الفريدة وتحقيق التحسين في وضعهم المالي وتحقيق الاستقرار المالي المرجو.