هل تخدع الشركات المستهلكين بوعود الاستدامة؟ وما دور التسويق في ذلك؟
الامر الذي يجب ان يجذب انتباهك، ان كل ما كان يندرج تحت المسؤولية الاجتماعية للشركات كان موضع اهتمام كل شركة بعد مقتل جورج فلويد وبدء جائحة كورونا في عام 2020. ولكن الآن، بدأت الشركات تتراجع أو حتى تلغي برامجها ومبادراتها المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) لماذا؟ أولاً، قدمت العديد من الشركات وعودًا غير واقعية. وثانيًا، أدرك المستهلكون أخيرًا تأثيرهم الفعلي، ولم يعودوا مكتفين بالتأثير على قرارات الشراء فحسب، بل باتوا يستخدمون هذا التأثير بطرق أوسع.
الواقع:
منذ ما يقارب عقدًا من الزمن، تم تسليط الضوء على عتبات الاحتباس الحراري العالمي عند 1.5 درجة مئوية و2 درجة مئوية، بعد قمة COP21 في عام 2015. وفي الوقت نفسه، قدمت مبادرة الأهداف العلمية آلية قوية للشركات لتقييم انبعاثاتها من الغازات الدفيئة وتحديد أهداف لخفضها. انضمت العديد من الشركات إلى هذه الحركة وبدأت في الالتزام بتقليل تأثيرها البيئي عبر السلسلة القيمة الخاصة بها.
ولكن مع اقتراب الشركات من المواعيد النهائية لتحقيق أهدافها، بدأت تواجه الواقع. على سبيل المثال، في قضية التلوث الناجم عن البلاستيك المستخدم لمرة واحدة، أجبرت القيود المتعلقة بإعادة التدوير الكثير من الشركات الكبرى على تغيير أهدافها أو تأجيلها. قامت شركات مثل Unilever و PepsiCo بتعديل خرائط طريقها، وتأجيل معظم أهدافها من 2025 إلى 2030. هذا يعكس فشلهم في الوفاء بوعودهم.
جيل z ، مدفوعون بالتطورات في التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، أصبحوا أكثر قدرة واستعدادًا لمواجهة الشركات. بعضهم يؤثر على الجماهير عبر منصات مثل X، والبعض الآخر من جيل z يستخدم النظام القضائي. في بعض الحالات، لا يحتاج المستهلكون إلى بذل جهد كبير لجعل الشركات تسير بحذر.
طورت الشركات منصات حوكمة بيئية واجتماعية للتميز عن منافسيها وجذب المزيد من المستهلكين. لكن الآن، مع قدرة المستهلكين على التفاعل العلني مع كل شيء، يمكن أن يصبح التركيز على القيم الاجتماعية والبيئية مصدرًا للمخاطر. في الوقت الحالي، قلة من الشركات مستعدة لتحمل هذا الخطر في ظل التحديات الاقتصادية.
التواصل حول الاستدامة
نحن ندخل حقبة جديدة حيث تتحول الاستدامة من كونها ميزة تفاضلية صريحة إلى واقع ضمني. وعلى الرغم من أن الشركات قد تقلل من التحدث عن إنجازاتها في هذا المجال، فمن غير المرجح أن تتوقف عن القيام بها. لأن الشركات المسؤولة تكون أكثر نجاحًا ومرونة.
في هذا المشهد الجديد، ستصبح مبادرات الاستدامة أكثر هدوءًا مع تقييم العلامات التجارية ما إذا كان الإعلان عنها ضروريًا أو ذا صلة. على سبيل المثال، تركز علامة Glossier على التنوع والفنون لأنها تتماشى مع رؤيتها الأساسية.
النصيحة الأخيرة: الاستمرار في العمل الجيد، لكن دون الحاجة للتفاخر. في يومنا هذا، أصبحت العديد من جهود الاستدامة معايير أساسية وليست إنجازات تستحق الاحتفاء.
هل تخدع الشركات المستهلكين بوعود الاستدامة؟ وما دور التسويق في ذلك؟