في عالم تتسارع فيه الإنجازات وتسعى فيه الدول لإبراز طاقاتها الشابة، تبرز أسماء ملهمة تثبت أن الطموح لا يعرف حدودًا. واحدة من هذه الأسماء جنى الريفي، طالبة سعودية شابة تمكّنت من الوصول إلى منصة الأمم المتحدة، ممثلةً وطنها وقصص النجاح النسائية في المملكة.
من هي الطالبة السعودية جنى الريفي؟
في لحظة تاريخية تجسد تمكين المرأة السعودية ووصولها إلى المحافل العالمية، وقفت الشابة والباحثة السعودية جنى الريفي بكل فخر على منصة الأمم المتحدة، مشاركةً في افتتاح الدورة التاسعة والستين للجنة وضع المرأة (CSW69) في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
لم تكن هذه المشاركة مجرد حضور رسمي، بل كانت رسالة ملهمة للعالم أجمع، تعكس المكانة المتزايدة التي أصبحت تشغلها المرأة السعودية على المستوى الدولي، تماشياً مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تمكين النساء وإبراز كفاءاتهن عالميًا. فمن هي جنى الريفي؟ وكيف أصبحت إحدى الأصوات الشابة التي تلهم النساء حول العالم؟
جنى الريفي في الأمم المتحدة: صوت شاب ملهم من السعودية
شهد مقر الأمم المتحدة في نيويورك انطلاق أعمال لجنة وضع المرأة في دورتها التاسعة والستين، بحضور آلاف المشاركين من مختلف أنحاء العالم. هذا العام، تتزامن الدورة مع الذكرى الثلاثين لإعلان ومنهاج عمل بيجين، الذي يُعد خارطة طريق لتعزيز حقوق المرأة وتمكينها في جميع المجالات.
وتترأس المملكة العربية السعودية هذه الدورة في خطوة تؤكد دورها الريادي في دعم المرأة على المستويين الإقليمي والدولي، ويقود الوفد السعودي السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل، بمشاركة مجلس شؤون الأسرة برئاسة الدكتورة ميمونة آل خليل، إلى جانب عدد من الشخصيات السعودية البارزة.
استُهلت الجلسة الافتتاحية بعرض موسيقي مستوحى من إعلان بيجين بعنوان “رحلة صوتية عبر تمكين المرأة”، قدمته مغنية الأوبرا السعودية ريماز العقبي بعزفٍ على آلة الفلوت، بينما عُرضت مشاهد بصرية تحاكي إنجازات المرأة العالمية.
كلمة الطالبة جنى الريفي في نيويورك:
في جلسة الافتتاح، استمع الحضور إلى كلمات ملهمة من ثلاث نساء وشابات متميزات، شاركن تجاربهن المباشرة حول التحديات التي تواجهها النساء والفتيات في مجتمعاتهن، وقدرتهن على تخطي الصعوبات وتولي زمام القيادة.
كانت جنى الريفي، الطالبة والباحثة والمبتكرة، واحدة من هؤلاء النساء، حيث صعدت إلى المنصة وألقت كلمة مؤثرة قالت فيها:
“وقوفي هنا اليوم أمامكم شرف ومسؤولية عظيمة. هذه المنصة ليست لي فقط، بل لكل فتاة تسعى لتحقيق أحلامها، ولكل امرأة تؤمن أن بإمكانها إحداث فرق في العالم.”
وأكدت جنى أن العالم شهد خلال العقود الماضية تحولًا كبيرًا فيما يتعلق بدور المرأة، حيث باتت النساء والفتيات يشاركن بفعالية في مجالات كانت سابقًا حكراً على الرجال، خاصةً في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
كما عبرت عن امتنانها لوطنها وأسرتها التي دعمت مسيرتها، قائلة:
“أنا شاهدة على دعم أسرتي وبلدي، وأؤمن بأن كل فتاة تحصل على الدعم المناسب يمكنها تحقيق المستحيل.”
جنى الريفي من المدرسة إلى المناصب الدولية:
جنى الريفي ليست مجرد طالبة جامعية، بل نموذج يُحتذى به في مجال البحث والابتكار. درست الهندسة الكهربائية والإلكترونية في جامعة ولاية بنسلفانيا (Penn State University)، وانطلقت منذ صغرها في عالم الابتكار، مدفوعةً بشغفها بالبيئة والطاقة.
في المرحلة الثانوية، أبهرت العالم بابتكارها المذهل:
“استخدام طاقة الرياح لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الأمونيا في نيوم”.
هذا الابتكار فتح أمامها أبواب العالمية، حيث حصدت جوائز مرموقة ولاقت إشادة من كبار العلماء والباحثين. لم تتوقف إنجازاتها عند هذا الحد، فقد كانت جزءًا من فريق توليد الطاقة الشمسية في نيوم، وعملت على مشروع علمي يهدف إلى رفع كفاءة الخلايا الشمسية.
كما انضمت لأكثر من خمس سنوات إلى جمعية مشورة للبحث والابتكار تحت إشراف وزارة التعليم، حيث واصلت تطوير أبحاثها ومشاريعها العلمية.
إنجازات جنى الريفي وجوائزها العالمية:
حصدت جنى العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها:
- الميدالية الذهبية في المعرض الدولي للاختراع وتكنولوجيا الابتكار في ماليزيا (ITEX 2022).
- جائزة RICOH للتنمية الدولية المستدامة، والتي تُمنح للأبحاث التي توفر إمكانات تقنية كبيرة لتحقيق الاستدامة.
- تكريم خاص من مكتب براءات الاختراع لدول مجلس التعاون الخليجي تقديراً لابتكاراتها الرائدة.
- انضمت مؤخرًا إلى النادي السعودي لرواد الطاقة، حيث تسعى لأن تكون جزءًا من مجموعة متخصصة في تشكيل مستقبل الطاقة في المملكة.
ماذا بعد الأمم المتحدة؟
بعد مشاركتها في لجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة، أصبحت جنى الريفي نموذجًا يُحتذى به، ليس فقط في السعودية، بل على مستوى العالم. وبالتأكيد، هذه ليست سوى بداية مسيرة حافلة بالإنجازات لهذه الشابة الطموحة.
فما الذي ستحققه جنى في المستقبل؟ لا حدود للطموح، والأيام القادمة كفيلة بأن تكشف لنا المزيد من إبداعاتها.