كم سيكلف الآيفون بعد فرض ترامب للرسوم الجمركية؟ الكثير؟
في الوقت الذي يشهد فيه العالم اضطرابات اقتصادية متزايدة، وانخفاضات حادة في الأسواق، وتزايد التوقعات بحدوث ركود عالمي، يتبادر إلى أذهان كثيرين سؤال بسيط لكنه مهم: كم سيكلفني شراء آيفون جديد؟
السبب وراء هذا التساؤل يعود إلى الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الدول التي تُنتج فيها Apple غالبية مكونات أجهزتها، وعلى رأسها الصين وفيتنام والهند. الرسوم تصل إلى 54% على الواردات من الصين، و46% من فيتنام، و26% من الهند.
هذا الوضع يثير مخاوف حقيقية من احتمال ارتفاع أسعار أجهزة iPhone في الأسواق، لكن إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه الزيادة؟ وهل لدى Apple حلول لتفادي ذلك؟ لنحلل معًا بعض السيناريوهات.
هل سترتفع أسعار iPhone بنسبة 54%؟
بادئ ذي بدء، من المهم الإشارة إلى أن هذه التقديرات تعتمد على افتراضات نظرية، لأن السياسات الاقتصادية يمكن أن تتغير في أي لحظة.
عند الحديث عن الرسوم الجمركية، من الضروري فهم أنها تُفرض على القيمة المعلنة للمنتج عند دخوله البلاد، وليس على سعر البيع النهائي للمستهلك. على سبيل المثال، إذا استوردت Apple جهاز iPhone 16 Pro بسعة 256GB من الصين، فإن القيمة المعلنة للجهاز قد تكون حوالي 550 دولارًا، وهي تكلفة المكونات الداخلية تقريبًا وفقًا لتقديرات مختصين.
إذا فُرضت رسوم بنسبة 54% على هذا المبلغ، فستدفع Apple ما يعادل 297 دولارًا كرسوم جمركية. ولو قررت الشركة تحميل هذا المبلغ للمستهلك، فإن السعر النهائي للهاتف سيرتفع من 1,099 دولارًا إلى نحو 1,396 دولارًا، أي بزيادة تُقدَّر بـ 27%.
صحيح أن الزيادة أقل من النسبة المفروضة كرسوم، لكنها لا تزال تمثل عبئًا كبيرًا على المستهلك. بعض التقديرات الأخرى تشير إلى أن أسعار بعض الطرازات قد ترتفع بنسبة تصل إلى 43% إذا قررت Apple تمرير كامل التكلفة للمشترين.
ما الخيارات المتاحة أمام Apple؟
غالبية الشركات الصغيرة والمتوسطة تملك خيارات محدودة للتعامل مع الرسوم الجمركية:
- تحمل التكاليف داخليًا: ما يحافظ على رضا العملاء لكن يضغط على الأرباح.
- تحميل التكلفة للمستهلك: ما يحافظ على هامش الربح لكنه يهدد حجم المبيعات.
- مزيج من الخيارين: أي تحمل جزء من التكلفة ورفع الأسعار جزئيًا.
لكن Apple، بوصفها واحدة من أضخم الشركات العالمية، تمتلك أدوات إضافية. يمكنها مثلًا الضغط على مورديها في آسيا لخفض أسعار المكونات. ولأنApple تمثل الزبون الأكبر لهؤلاء الموردين، فقد يكونون على استعداد لتحمّل خسائر مؤقتة للحفاظ على علاقتهم بها.
كما يمكن لـ Apple نقل جزء من عملياتها التصنيعية من الصين إلى دول مثل فيتنام والهند، حيث الرسوم الجمركية أقل. وعلى الرغم من أن الرسوم على فيتنام لا تزال مرتفعة نسبيًا، فإن هذه الدول قد تكون أسرع في التفاوض على اتفاقيات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة.
متى سترتفع الأسعار؟
هناك تقارير تفيد بأن Apple سارعت بشحن كميات ضخمة من أجهزة iPhone من الهند إلى الولايات المتحدة قبل تاريخ بدء سريان الرسوم الجمركية الجديدة في 9 أبريل، وذلك لتتمكن من بيعها بالسعر القديم.
لكن هذه الشحنات لن تدوم طويلًا، وعند نفادها، ستكون الأجهزة الجديدة القادمة إلى السوق خاضعة للرسوم. وهذا يعني أن احتمال ارتفاع الأسعار قد يتحقق قريبًا.
إن كنت تخطط لشراء iPhone، فإن الوقت قد حان لاتخاذ القرار قبل أن تصلك الرسوم الجديدة إلى جيبك.
كم سيكلف الآيفون بعد فرض ترامب للرسوم الجمركية؟ الكثير؟