أ.عتاب حنيني

الضرائب الخضراء، هل سمعت بهذا المصطلح من قبل؟ هل تساءلت عن سبب إطلاق صفة “الخضراء” على الضرائب؟ حسنا، سنقوم بهذا المقال على تبسيط الفكرة الكامنة بهذا المصطلح السهل.

إن استنزاف الموارد والتدمير البيئي الحاصل لم يعد يسمح لنا بالنظر لمشاكل التلوث على أنها آثار جانبية للأنشطة الاقتصادية، وتكمن خطورة التلوث البيئي أنه لا يعرف الحدود السياسية، لذلك فهي مشكلة عالمية تقع على عاتق سكان الأرض قاطبةً.

لذلك تسعى الكثير من الدول الى حماية البيئة والمحيط، بالتوازي مع تحقيق التنافسية حيث لا يجب على الأنظمة الاقتصادية التضحية بالبيئة لأجل الأرباح.

من هنا ظهرت الضرائب الخضراء والتي يطلق عليها ايضا الضرائب البيئية، والتي ظهرت في سنة ١٩٧٢، من مبدأ “المُلَوِث يدفع”.  باستخدام أجهزة وتقنيات حديثة للحد من نسبة التلوث من قبل المستغلين للموارد الطبيعية الذين تشجعوا للحرص على البيئة بسبب فرض الضريبة الخضراء او التعويض المالي المتعلق بالأضرار البيئية

وإذا نظرنا في الدور الذي تؤديه الضرائب عامةً، سنجد أن رفد الخزينة العامة لتمويل النفقات الحكومية هي المهمة الأولى التي تقوم عليها، وهذا جعل من الضرائب الخضراء السبيل الأمثل للقيام بالحماية البيئية والاستمرار في دورها الأساسي التي فرضت لأجله، أي كما قيل عصفورين بحجر واحد.

على مستوى دولة فلسطين، فإنه حسب ما صرحت به سلطة جودة البيئة في المؤتمر الفلسطيني الثاني عشر للتوعية والتعليم البيئي، ان موضوع الضرائب البيئية قيد الدراسة للتنفيذ في دولتنا لما لها دور مهم في حماية طبيعتنا وتمويل المشاريع المستدامة.

وعليه ندرك أن –الضرائب الخضراء- أداة اقتصادية فعالة للحد من التلوث وتوجيه سلوك المستهلكين نحو ثقافة بيئية اقتصادية خضراء واستثمار عائداتها في مشاريع تنموية.

المراجع :

دور الضريبة الخضراء في تطوير التنافسية البيئية والاقتصادية للمؤسسات، مانع سبرينة، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة عبد الحميد مهري

الضريبة البيئية على تكريس مبدأ الملوث الدافع، سمية دوبة، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة محمد خيضر بسكرة 

دور الضرائب البيئية في الحد من التلوث البيئي، عتاب حنيني، مجلة مركز التعليم البيئي، ع12