أصبحت للمشاريع الصغيرة في عصرنا الحالي حاجة ملحة وخاصة مع ارتفاع تكاليف الحياة وزيادة مصاريفها ومتطلباتها, حيث اصبحت الرواتب لا تكفي لسد احتياجات الكثير من الموظفين والعاملين في الوظائف فالكثير من العاملين في الوظائف أو حتى من لا يمتلك وظيفة ثابتة يلجأون الى فكرة إنشاء مشروع ريادي صغير لسد الاحتياجات المادية والمتطلبات الكبيرة في الحياة وأيضا لتحقيق الاستقلالية المالية بمفهومها الواسع بحيث تشكل لهم مصدر دخل اضافي، أما الاشخاص اللذين لا يمتلكون وظائف ثابتة يلجأون الى تلك المشاريع ليتشكل لديهم مصدراً للدخل لتلبية متطلباتهم.
ولكي تخلق لهم بيئة عمل قد تشكل في المستقبل مجال وظيفي متكامل في حال تطور المشروع وأصبح له اركانه الادارية والاقتصادية والقانونية، تعمل المشاريع الصغيرة على لعب دور هام في التنمية بعد اثبات محدودية التأثيرات الايجابية الشاملة للمشاريع الكبيرة في رفع الطاقة الاستيعابية للعمالة وتحقيق الدفع الذاتي للعملية الاقتصادية، وأيضا هي مناسبة للأشخاص ذوي الدخل المحدود بحيث تخلق لهم فرص عمل مستقلة، وهي أداة رئيسية لإزدهار النمو الاقتصادي وهي تمثل الاليات الفعالة في تنويع وتوسيع قاعدة المنتجات والصناعات، بحيث تعمل على خلق صناعات جديدة قد يكون لها دور في اعادة تدوير عجلة الاقتصاد في مجالات جديدة من خلال بعض الافكار التي تقدمها للأسواق.
هناك بعض المعايير المستخدمة للتميز بين المشاريع الصغيرة والكبيرة وتتركز في: عدد العاملين، ومعيار حجم رأس المال المستثمر، والإيرادات، والقيمة المضافة، ومستوى التقدم التكنولوجي.
ويختلف الإستناد الى تلك المعايير باختلاف الظروف الإقتصادية والإجتماعية من بلد الى اخر حيث تُعرَف المشاريع الصغيرة : بأنها تنتمي لمن يمارس نشاطاً اقتصاديا وتكون ملكيتها فردية ورأس ماله صغير نسبيا ويوظف عدد محدود من العاملين وتكون ادارته من قبل المالك ويخدم السوق المحلي، ومن هذا التعريف يمكننا استخراج الميزات التي يتمتع بها المشروع الصغير.
أما من حيث الأهداف التي تحققها المشاريع الصغيرة والتي تكون لدى صاحب المشروع الذي يرغب بتحقيقها من خلال مشروعه فهي تتركز بالأهداف التالية:
توفير مصدر دخل لصاحب المشروع سواء اساسي أو اضافي، التشغيل الذاتي للأفراد حيث تساهم المشاريع الصغيرة في خلق فرص عمل سواء للاشخاص اللذين يبحثون عن وظائف اضافية أو من لا يمتلكون عملا بالأساس، توفير سلع وخدمات ومنتجات تلبي احتياجات المجتمع وتحل مشاكله حيث هناك بعض الصناعات أما البديلة أو الغير متوفرة قد تساهم هذه المشاريع في توفيرها، وتساهم ايضا في خلق فرص جديدة.
اما اهمية المشاريع الصغيرة فتتلخص في الآتي :
تساهم في اعداد الرواد من الشباب وزيادة نسبتهم من خلال تطوير الخطط والبرامج التدريبية التي تؤهلهم ليصبحو رجال اعمال والاتجاه نحو العمل الحر الخاص بهم، وتعظيم فرص نجاح اصحابها، اضافة الى تقديم التسهيلات والمزايا للمشاريع من خلال اجراء التراخيص وتسهيلات القروض والضرائب وتوفير البيئة الاساسية اللازمة لاقامتهة وغيرها من متطلبات قيامها، وهي احدى ادوات التنمية الاستراتيجية في عمليات التنمية والتطور الاقتصادي في معظم دول العالم الصناعية والدول النامية على حد سواء.
المشاريع الصغيرة قد يقوم اصحابها بانشائها إما لتحقيق مصدراً للدخل وكسب المال او توفير وظيفة بسبب شح وارتفاع نسبة البطالة المتزايد وقلة الوظائف في مجتماعاتنا، عِلماً ان المشروع الصغير يمكن أن يتحول لمشروع كبير في المستقبل اذا ما تحققت فيه معايير الجودة وعناصر التنمية للمجتمع المُقامه فيه، فهي الأساس للاقتصاد المحلي اولاً، ثم تأتي المشاريع الكبرى من خلال اندماجها في المشاريع الصغيرة واتباع عجلة التقدم ًالاقتصادي معا.
المشاريع الصغيرة في عصرنا الحالي
هبة المصري
مدربة ريادة الاعمال والتمكين الاقتصادي
أصبحت للمشاريع الصغيرة في عصرنا الحالي حاجة ملحة وخاصة مع ارتفاع تكاليف الحياة وزيادة مصاريفها...
شركة "رايت فارم" الناشئة تجمع 2.8 مليون دولار أمريكي
أعلنت شركة "رايت فارم"، المنصّة الرقمية المتخصّصة في خدمة قطاع الأعمال، عن تمكّنها من جمع 2.8 مليون...