بين سنة ٢٠٢٠ وسنة ٢٠٢٣، أعلن سوق العمل الافتراضي في المنطقة العربية عن إجمالي 2،555،147 وظيفة شاغرة. ووجد تحليل للوظائف الإلكترونية أن المنطقة تتطلب 411 مهارة بشرية و16765 مهارة فنية (مهارات صعبة). ويمكن للصناعات الرقمية أن تقدم فرصة للمنطقة العربية لإنشاء اقتصاد أكثر استدامة.

من المتوقع أن تؤدي التطورات التكنولوجية الحديثة، وخاصة في معالجة اللغة الطبيعية مثل ChatGPT، إلى تسريع أتمتة العديد من المهارات المطلوبة في المنطقة العربية. ونكشف لكُم في هذا المقال عن اهم المهارات التي يجب اكتسابها في سوق العمل في المنطقة العربية بعد تطور الذكاء الاصطناعي.

يناقش التقرير الإقليمي الذي تم عمله من قبل الاسكوا سوق العمل الافتراضي في المنطقة العربية، مركّزاً على فرص العمل المستقبلية المتصلة بنماذج المحوّلات التوليدية الكبيرة المدرّبة مسبقاً (GPT). وعلى الرغم من استمرار الطلب المرتفع على المهارات في القطاعات التقليدية، تبرز فرص واعدة بالنسبة إلى الوظائف المرتبطة بنماذج GPT.

وفي عام 2023، لا يزال الطلب على النماذج اللغوية الكبيرة أقلّ من 0.2 في المائة، وتتصدر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الطلب على الوظائف المتصلة بنماذج GPT. علاوةً على ذلك، تسجل المجالات المتعلقة بإدارة الأعمال أعلى درجات التحسن بفضل الذكاء الاصطناعي في المنطقة. وعلى الرغم من توفر وظائف الثورة الصناعية الرابعة في سوق العمل الافتراضية، تُظهر أداة “غابة المهارات” التي طوّرتها الإسكوا قصوراً في الربط للمهارات اللازمة لهذه الوظائف. فما هي المهارات الأكثر طلباً في المنطقة العربية في ظل التطور التكنولوجي السريع؟

أولا، المهارات الصعبة:

وفقًا لمرصد مهارات الإسكوا، لا تزال أكثر المهارات المطلوبة هي تلك المتعلقة بالصناعات التقليدية، مثل الخدمات والتجارة. ومع ذلك، في عام ٢٠٢٣، هناك زيادة في الطلب على المهارات الصعبة ذات الصلة بالثورة الصناعية الرابعة، مثل علوم الكمبيوتر (المرتبة الثالثة)، وتحليل البيانات ، ولغات البرمجة. المهارات الصعبة الأكثر طلبًا في البلدان في عام ٢٠٢٢ هي تلك التي تركز في الغالب على الأتمتة والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والتعلم الآلي.

المنطقة العربية تدرك أهمية المهارات الصعبة ذات الصلة للثورة الصناعية الرابعة. هذا التحول في الطلب يشير إلى قدرة المنطقة على التكيف مع التطورات التكنولوجية، لتظل قادرة على المنافسة في السوق العالمية.

ثانياً، المهارات الشخصية:

المهارات الأساسية التي كانت الاكثر طلباً في المنطقة العربية بين عامي 2020 و 2023، استنادًا إلى مرصد مهارات الإسكوا وتقرير مستقبل الوظائف لعام 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي هي التفكير التحليلي، الإبداعي، المرونة، التحفيز والوعي الذاتي، التعاطف والاستماع النشط، محو الأمية التكنولوجية، القيادة والاجتماعية والتأثير. ومع ذلك، فإن المهارات الشخصية الأكثر طلبا في المنطقة العربية هي القيادة ولا ننسى ايضاً إتقان اللغتين العربية والإنجليزية مطلوب باستمرار في المنطقة.

ثالثاً، زيادة الوظائف والذكاء الاصطناعي:

بناء على مراقب المهارات لدى الاسكوا، فالوظائف الأكثر طلبًا في المنطقة هي ادارة المبيعات والمحاسبة والمبيعات التجارية، والصناعات القائمة على العملاء. لا ترتبط الوظائف بالضرورة بالأنشطة المتعلقة بالابتكار. حصل المحاسبون على أعلى الدرجات في الذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى أن المهام المختلفة في هذه المجالات يمكن تعزيزها بالذكاء الاصطناعي.

على غرا ذلك، تشير الوظائف ذات الدرجات المنخفضة في الذكاء الاصطناعي إلى أن التكنولوجيا قد لا يتم تطبيقها بسهولة على وظائف معينة مقارنة بالآخرين. فالجدير بالذكر ان المجالات المتعلقة بإدارة الأعمال عمومًا تتمتع بأعلى درجات تعزيز الذكاء الاصطناعي في المنطقة.

رابعاً، وظائف الثورة الصناعية الرابعة

نسبة وظائف الثورة الصناعية الرابعة في المنطقة من عام ٢٠٢١ إلى عام ٢٠٢٣ بقيت لهذه الوظائف مستقرة، وذلك بما لا يتجاوز ٥٪ من إجمالي الوظائف. ان مصر ولبنان والمغرب في الصدارة بين الدول من حيث نسبة وظائف الثورة الصناعية الرابعة للفترة 2021-2023. حيث تشمل الأدوار الوظيفية الأولى للثورة الصناعية الرابعة في المنطقة رواة محتوى الواقع الافتراضي والواقع المعزز (VR / AR) ومحللي البيانات الضخمة، وخط التجميع الآلي ومشغلي الروبوتات الصناعية والباحثين والمطورين في مجال الطاقة الحيوية.

ويكشف تقييم الوظائف الحالية في المنطقة العربية عن بعض الطلبات على نماذج لغوية كبيرة. وفقًا لمرصد مهارات الإسكوا، بين 33801 وظيفة في عام 2023، هناك 652 وظيفة مرتبطة بـ GPT. معظم هذه الوظائف في المملكة العربية السعودية والعربية المتحدة والإمارات تليها مصر. تتمتع المجالات المتعلقة بإدارة الأعمال عمومًا بأعلى درجات تعزيز الذكاء الاصطناعي في المنطقة.

حيث تبرز مصر ولبنان والمغرب في صدارة الدول من حيث نسبة وظائف الثورة الصناعية الرابعة للفترة ٢٠٢١ -٢٠٢٣.

المصدر