في ظل ازدياد الوعي البيئي عالميًا أصبح موضوع تأثير الموضة على البيئة موضوعًا حيويًا، خاصة مع التوسّع الكبير في صناعة الأزياء السريعة.
في هذه المقالة سلّطت نجلاء عبد اللطيف الضوء على أبرز التأثيرات البيئية لصناعة الموضة، بدءًا من استهلاك الموارد الطبيعية ووصولًا إلى النفايات الناتجة عنها، كما ناقشت حلول الموضة المستدامة ودور المستهلك في الحد من هذه الآثار.
هل تشكل الموضة خطراً على البيئة؟
– نجلاء عبد اللطيف –
تأثير الموضة على البيئة أصبح من المواضيع التي تُثير قلقاً متزايداً في السنوات الأخيرة، خصوصاً مع تنامي ثقافة الاستهلاك في مجتمعاتنا. لقد أصبحت مجتمعاتنا قائمة على الاستهلاك، حيث أصبح معظم الناس يستهلكون بطريقة مفرطة دون التفكير بواقع حاجة مشترياتهم وما يحصل بها بعد نهاية صلاحيتها. من أكثر الأمور التي يتم استهلاكها بشكل كبير هي الملابس. فقد ارتفع استهلاك الملابس بنسبة 400% عن قبل 20 عاماً، وفي الوقت ذاته يتم استخدام ما يقارب الـ20% فقط من الملابس التي يتم شراؤها.
تعتبر الأعياد الدينية والوطنية من أكثر الفترات التي تشهد الاستهلاك المبالغ فيه في الملابس والطعام، فحسب الدراسات، اتضح أن الاستهلاك والإنفاق يرتفعان بنسبة ٥٣٪ في الدول العربية خلال فترات الأعياد.
الموضة السريعة وتقصير عمر الملابس
حيث أصبح عمر الملابس أقصر، خاصة الملابس التي يتم شراؤها للمناسبات والاحتفالات التي يتم ارتداؤها عادةً مرة أو مرتين فقط. فمعدل ارتداء قطع الملابس هو 7 مرات قبل إلقائها في القمامة أو توزيعها. هذا النمط في الاستهلاك يوضح تأثير الموضة على البيئة، حيث تُعد صناعة الأزياء واحدة من أكثر الصناعات الملوثة في العالم، لاستخدامها الكثير من الموارد في تصنيع الملابس الجديدة مثل المواد الخام والمياه والطاقة والكيماويات.
أدت أيضاً هيمنة الملابس المستوردة الرخيصة إلى منافسة ماركات الملابس المحلية الصغيرة في الأسواق، ناهيك عن محلات الخياطة التي كادت أن تنقرض. في طبيعة الحال، لا ينبغي أن تشكل الموضة خطراً على البيئة، وهناك مجموعة من الخيارات المستدامة من ناحية استهلاك الملابس.
خطوات لتقليل تأثير الموضة على البيئة وتقليل الاستهلاك بشراء الملابس
- دعم المنتجين المحليين والماركات الصديقة للبيئة التي ينتجون الملابس بشكل بطيء وأخلاقي، بعيداً عن الاستغلال العمال والتي تنتج الملابس بطريقة صديقة للبيئة.
- تجنب الشراء المتهور وعدم التأثر بآخر صيحات الموضة وضغوط الإعلانات والعروض وضغوطات المجتمع.
- شراء الملابس المستخدمة كبديل مستدام فعلى سبيل المثال هنالك الكثير من الحسابات التي تعرض فساتين للمناسبات التي تم ارتدائها لمرة واحدة للبيع بأسعار زهيدة ومنافسة للسوق، فهذا يساهم في التقليل من نفايات الأزياء التي ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات وتؤدي الى التلوث البيئي.
- التبرع بالملابس للبالغين والأطفال لمختلف المنظمات الخيرية ودور الأيتام، كي لا ينتهي مطافها بمكبات النفايات.
- استعارة الملابس الجيدة من الأقارب والأصدقاء بعد الانتهاء من استعمالها.
الموضة السريعة والإنبعاثات الملوثة
تمتلئ متاجر الملابس في أسواقنا بقطع مستوردة بكميات كبيرة من دول مثل تركيا والصين وبنغلاديش، وقد أصبح قطاع الملابس يشمل الماركات العالمية الكبرى مثل Zara وH&M. هذا النوع من الموضة يُعرف بـ”الموضة السريعة” أو “موضة الاستهلاك الفوري”، وهي الملابس التي تُصنع في وقت قصير استجابة لأحدث منتجات الموضة وتُعرض بأسعار رخيصة.
هذا النموذج يُعمّق تأثير الموضة على البيئة، ويزيد من الانبعاثات الناتجة عن صناعة الملابس، إذ أن كل 3 قطع من 5 ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات، ما يؤدي إلى انبعاثات غازات مسممة خطيرة على صحة الإنسان والبيئة.
تعزيز ثقافة الاستدامة والوعي البيئي
هناك الكثير من الطرق للاستهلاك الواعي للتقليل من الاستهلاك المفرط ومن تأثير الموضة على البيئة بشكل سلبي علينا أن نعزز ثقافة الاستدامة ونشجع إعادة الاستخدام والتدوير للملابس لتصبح ظاهرة شائعة في مجتمعاتنا.
ندعوكم للاطلاع على مدونة Zero Waste Palestine ، حيث تسلط الضوء على القضايا المتعلقة بتغير المناخ وتشجيع الممارسات المستدامة للحد من النفايات في الوطن العربي. تجدون في المدونة العديد من النصائح حول تقليل النفايات والعيش بطريقة أكثر استدامة.
إقرأ أيضًا:
شركة تونسية تحول بلاستيك البحر إلى أزياء صديقة للبيئة
إبتكار تصاميم أزياء مستدامة في أيسلندا والمكسيك
مساحيق تجميل عضوية لا تضر بالبيئة




