كيف تصنع النساء العربيات قصص نجاح في كندا؟ هكذا تتحول الهجرة إلى إنجاز

بقلم: سوزان مرعي

مستشارة هجرة كندية معتمدة ومديرة مركز Atlantic Hub Immigration

 لماذا أكتب هذه القصة؟

عندما بدأت رحلتي في كندا، لم أكن أدرك أن تجربتي ستلهمني يومًا لمشاركة قصتي مع نساء عربيات أخريات يسعين لبناء مستقبل جديد في هذا البلد. كتبت هذا المقال لأشارككم ما عشته وما رأيته من قصص نجاح وتحديات، ولأوضح أن الهجرة ليست نهاية الطريق بل بداية لفرص جديدة يمكن تحويلها إلى إنجازات حقيقية. أؤمن أن كل امرأة عربية تحمل معها قوة وتجربة فريدة تستحق أن تُسمع وتُحتفى بها، وأن قصصنا المشتركة يمكن أن تلهم غيرنا للسير بخطى واثقة نحو النجاح

كيف بدأت رحلتي من فلسطين إلى كندا؟

اسمي سوزان مرعي، مستشارة هجرة معتمدة ومديرة مركز “أتلانتيك هب” في نوفا سكوشا. انتقلت إلى كندا عام 2017 قادمة من فلسطين، حيث درست الهندسة الكيميائية في جامعة النجاح الوطنية وعملت في مؤسسات تنموية دولية. مع مرور الوقت، وجدت شغفي الحقيقي في العمل المجتمعي ودعم الفئات المهمشة. الهجرة بالنسبة لي لم تكن مجرد تغيير مكان، بل كانت فرصة لاكتشاف نفسي من جديد وبناء حياة مختلفة.

ما الذي ألهمني لدخول عالم ريادة الأعمال؟

لم يكن في خطتي أن أبدأ عملاً خاصًا أو أعمل في مجال الهجرة. لكن احتكاكي اليومي بالمهاجرين واللاجئين من مختلف الثقافات، والاستماع إلى قصصهم المؤثرة، جعلني أشعر بمسؤولية كبيرة تجاههم. هذه التجارب دفعتني للبحث عن طريقة أستطيع بها تقديم الدعم بشكل فعّال، فدرست قانون الهجرة الكندي في جامعة بريتش كولومبيا، ثم أسست شركتي الخاصة لتقديم الاستشارات القانونية والدعم للمهاجرين وأصحاب الأعمال.

ما الذي يميز كندا كبيئة للنساء العربيات؟

كندا ليست فقط بلدًا يمنح الأمان والاستقرار، بل هي أيضًا مساحة مفتوحة للفرص والتجارب الجديدة. هنا، يمكن لكل امرأة أن تجد مكانها إذا كانت مستعدة لتعلم اللغة، والبحث عن الفرص، وبناء شبكة علاقات قوية تدعمها في مسيرتها.

كيف تترك النساء العربيات بصمتهن في المجتمع الكندي؟

خلال سنوات عملي، التقيت بنساء عربيات يحملن خلفيات أكاديمية ومهنية متنوعة، ويستخدمن تجاربهن السابقة لبناء مشاريع ناجحة في كندا. وجدت بينهن من يعملن في مجالات الموضة، والتعليم الرقمي، والاستشارات، والصحة النفسية، بالإضافة إلى قيادة مؤسسات ومبادرات مجتمعية. كثيرات منهن أصبحن مصدر إلهام لغيرهن، ونجحن في تحويل تحديات الغربة إلى فرص للنمو والتأثير.

ما هي الفرص المتاحة للمهاجرات العربيات في كندا؟

تقدم كندا العديد من البرامج والخدمات التي تساعد المهاجرين الجدد على الاندماج والنجاح، مثل:

  • برامج ما قبل الوصول (Pre-Arrival)
  • برامج تمويل وتدريب ريادي مثل Futurpreneur وBDC Women Entrepreneurs
  • خدمات التوجيه، الترجمة، ودعم دخول سوق العمل

الاستفادة من هذه الفرص تتطلب المبادرة والبحث المستمر، والقدرة على الاستفادة من الموارد المتاحة.

ما أبرز التحديات التي تواجه رائدات الأعمال العربيات؟

رغم الفرص الكثيرة، هناك عقبات لا يمكن تجاهلها، منها:

  • صعوبة اللغة أحيانًا في التعامل مع الجوانب القانونية أو التسويقية
  • تحديات الحصول على التمويل، خاصة للنساء من خلفيات مهاجرة
  • تأثير بعض الصور النمطية أو التمييز غير المعلن على فرص النساء

لكن في المقابل، هناك شبكات دعم نسائية ومساحات للتدريب والتوجيه تساعد على تجاوز هذه العقبات.

ماذا تعني لي هذه الرحلة كامرأة عربية في كندا؟

تجربتي وتجارب النساء اللواتي التقيتهن تؤكد أن الهجرة ليست نهاية الحلم، بل بداية طريق جديد مليء بالفرص. كل امرأة عربية في كندا تستطيع أن تكتب قصتها الخاصة وتفتح الأبواب لغيرها. رسالتي لكل امرأة تقرأ هذه السطور: مكانك محفوظ هنا، وصوتك مهم، وطريقك رغم صعوبته يستحق أن تسيري فيه بثقة.

نبذة عن الكاتبة:

كيف تصنع النساء العربيات قصص نجاح في كندا؟ هكذا تتحول الهجرة إلى إنجاز
كيف تصنع النساء العربيات قصص نجاح في كندا؟ هكذا تتحول الهجرة إلى إنجاز

سوزان مرعي، مستشارة هجرة كندية معتمدة (RCIC) ومديرة مركز Atlantic Hub Immigration في نوفا سكوشا. لديها خبرة تزيد عن 7 سنوات في دعم اللاجئين والمهاجرين، ومتخصصة في برامج الهجرة الاقتصادية، لمّ شمل العائلات، وتصاريح الدراسة.

تركز سوزان على تمكين المهاجرين من فهم النظام الكندي وبناء مستقبل مهني أو استثماري ناجح، مع تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للشباب العربي الطموح، بعيدًا عن الاستغلال والتضليل. تؤمن بأن صوتًا موثوقًا هو ما يحتاجه الوطن العربي لفتح أبواب الفرص في كندا عبر برامج الهجرة الرسمية.

www.atlantichubimmigration.ca

spot_img

اشترك معنا ليصلك كل جديد

اشترك معنا ليصلك كل جديد

Related articles

spot_imgspot_img

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

×