قطاع الإعلانات في 2025: هل نحن على أعتاب ثورة جديدة؟
كيف سيبدو المشهد الإعلاني في عام 2025؟ هل سينتهي عصر المنصات المغلقة كما نعرفها؟ وفقًا لمجلة CMO، فإن الإنترنت المفتوح بات يستحوذ على اهتمام المعلنين أكثر من أي وقت مضى، حيث تتزايد الحاجة إلى استراتيجيات أكثر شفافية وكفاءة للوصول إلى الجماهير المستهدفة. مع تسارع الابتكار في الإعلانات البرمجية، الذكاء الاصطناعي، واستراتيجيات الهوية الرقمية، فإن العام المقبل قد يكون نقطة تحول رئيسية في عالم التسويق الرقمي.
بينما يعيد المسوقون النظر في قيود المنصات المغلقة، يتزايد الاستثمار في القنوات التي توفر استهدافًا دقيقًا وتجربة إعلانية محسّنة، مثل التلفزيون المتصل (CTV) والصوت الرقمي. لكن السؤال الأهم هو: هل ستكون العلامات التجارية مستعدة للتكيف مع هذا التحول الجذري، أم ستظل عالقة في أساليب الإعلان التقليدية؟
تحولات كبرى في استراتيجيات الإعلانات الرقمية
تشير أبحاث أجرتها The Trade Desk وYouGov إلى أن 67% من المستخدمين في الإمارات يقضون معظم وقتهم الرقمي على الإنترنت المفتوح مقارنة بالمنصات المغلقة، مما يجعل من الضروري للعلامات التجارية فهم كيفية استهدافهم بفعالية، خاصة مع اقتراب نهاية عصر ملفات تعريف الارتباط.
يدرك المسوقون الآن التحديات التي تفرضها المنصات المغلقة، وبدأوا في إعادة تقييم قيمتها مقابل الفرص التي تقدمها قنوات الإنترنت المفتوح، مثل التلفزيون المتصل (CTV) والصوت الرقمي، حيث يشهد الابتكار في هذه المجالات تطورًا سريعًا. يُتوقع أن يكون 2025 عامًا حاسمًا لهذه الصناعة، مع استمرار التقدم في الهوية الرقمية، وتحسين سلاسل التوريد الإعلانية، واعتماد استراتيجيات القنوات المتعددة لتمكين المعلنين من الوصول إلى الجماهير بشكل أكثر دقة وفعالية.
تغيرات جذرية في استهداف الجمهور
تستعد شركات الإعلان لمواجهة تغييرات قد تفرضها محاكمة مكافحة الاحتكار ضد جوجل، والتي قد تؤدي إلى إعادة تشكيل بنية الإنترنت في عام 2025. في ظل هذه التحولات، بدأت العلامات التجارية والناشرون الكبار، مثل Reach PLC وKimberly Clark، في تبني حلول هوية جديدة تتيح للمعلنين تقديم إعلانات أكثر دقة وأقل تشتيتًا، مما يعزز تجربة المستخدم ويدفع باتجاه الإنترنت المفتوح.
ومع تطور المشهد الرقمي في الشرق الأوسط، وخاصة في دول مثل الإمارات، قطر، والسعودية، التي تتبنى خططًا طموحة في الاستدامة، والسياحة، والتكنولوجيا، ستلعب الإعلانات البرمجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تحسين عمليات الاستهداف ورفع كفاءة الحملات التسويقية.
ثورة في قياس الأداء وتخصيص الميزانيات
تشير البيانات إلى أن CTV والصوت الرقمي يشهدان نموًا في استحواذهما على الميزانيات الإعلانية، حيث توفر هذه القنوات قدرات متقدمة في استهداف الجمهور وقياس العائد على الاستثمار. ووفقًا لاستطلاع أجرته The Trade Desk وYouGov، فإن مواطني الإمارات يقضون حوالي تسع ساعات يوميًا على الوسائط الرقمية خارج وسائل التواصل الاجتماعي، مع تخصيص 17% من هذا الوقت للبث عبر التلفزيون المتصل.
هذا الاتجاه يؤكد أن العلامات التجارية التي تعتمد على البيانات لتعزيز استراتيجياتها ستتمكن من تحسين الأداء الإعلاني، مما يدفع المعلنين إلى البحث عن شركاء وقنوات توفر لهم فعالية أعلى وتكلفة أقل.
تحسين شفافية سلسلة التوريد الإعلانية
مع التحول نحو الإنترنت المفتوح، يركز المعلنون على تنظيف سلسلة التوريد الإعلانية من خلال تعزيز الشفافية وكفاءة الإنفاق. وكمثال على ذلك، تعمل شركات كبرى مثل Disney Advertising وParamount Advertising مع The Trade Desk لتحسين عمليات شراء الوسائط عبر أنظمة أكثر شفافية، مثل منصة Ventura الجديدة.
إن التزام الصناعة بتحسين جانب العرض (SPO) يعني أن العلامات التجارية باتت بحاجة إلى رؤية أوضح حول قيمة المساحات الإعلانية التي تشتريها، مما يضمن تحقيق عائد استثمار حقيقي وتقليل الهدر في الميزانيات.
استراتيجيات القنوات المتعددة: الحل الأمثل للوصول إلى الجمهور
بحلول 2025، سيزداد تنقل المستهلكين بين منصات وأجهزة متعددة، مما يفرض على المعلنين تقديم حملات مترابطة عبر قنوات متعددةلضمان تحقيق نتائج أفضل. تكشف الأبحاث الحديثة التي أجرتها The Trade Desk بالتعاون مع PA Consulting وBrainsights أن الحملات عبر القنوات المتعددة تزيد من التفاعل بنسبة 1.9 مرة مقارنة بالإعلانات التي تُعرض على منصة واحدة فقط.
هذا التحول يدفع العلامات التجارية إلى الاستثمار بشكل أكبر في استراتيجيات الهوية الرقمية والتكامل بين القنوات، مما سيمكنها من تقديم حملات أكثر دقة وفعالية، وتحقيق تجربة إعلانية محسّنة للمستخدمين.
مع استمرار تطور قطاع الإعلانات الرقمية، يتجه عام 2025 ليكون نقطة تحول في كيفية تعامل العلامات التجارية مع استهداف الجماهير، وقياس الأداء، وتحسين الشفافية في شراء الوسائط. ومع اعتماد الذكاء الاصطناعي والإعلانات البرمجية بشكل متزايد، يبدو أن الإنترنت المفتوح سيصبح المساحة الأكثر جاذبية للمعلنين الذين يسعون إلى تحقيق نتائج حقيقية ومستدامة في عالم التسويق الرقمي.
قطاع الإعلانات في 2025: هل نحن على أعتاب ثورة جديدة؟