شركة تونسية تحول بلاستيك البحر إلى أزياء صديقة للبيئة

مع تزايد النقاش حول تأثير الموضة على البيئة، بدأت مبادرات عربية في تقديم حلول مبتكرة تجمع بين الأناقة والاستدامة. لم تعد إعادة تدوير البلاستيك مجرد فكرة بيئية، بل تحوّلت إلى فرصة واعدة في عالم الأزياء. في هذا المقال، نسلّط الضوء على مشروع تونسي ريادي يحوّل نفايات البحر إلى تصاميم عصرية معاد تدويرها، مقدّماً نموذجاً ملهمًا يجمع بين الابتكار والحسّ البيئي.

من بين هذه المبادرات تبرز علامة Outa التونسية، التي تعمل – بحسب تقرير نشره موقع Africanews – على تحويل نفايات البحر إلى أزياء مستدامة تمزج بين الذوق الرفيع والوعي البيئي.

مشروع بيئي بأيدي محلية

في تونس، يعمل رجلان ضمن مجموعة تُعرف محليًا باسم “الباربيشة”، على جمع النفايات البلاستيكية من الشواطئ، ليس بهدف الربح فقط، بل بدافع حماية البيئة. ما لا يعرفانه هو أن هذه النفايات ستتحول عبر سلسلة من العمليات المتقدمة إلى ألياف بلاستيكية صناعية تُستخدم في صناعة قماش الدنيم (الجينز) الأزرق، الذي يُصنّع منه فستان لعلامة الأزياء البيئية Outa.

إعادة تدوير البلاستيك في قرقنة

ندرج هذا الجهد ضمن برنامج “قرقنة الخالية من البلاستيك”، بدعم من الاتحاد الأوروبي، والذي يهدف إلى استعادة حوالي 7000 طن من النفايات البلاستيكية سنويًا، تُنقلها التيارات البحرية إلى جزر قرقنة الساحلية.

المشروع منسق من قبل جان بول بيليسيه من المركز الدولي للدراسات الزراعية المتوسطية المتقدمة (CIHEAM)، الذي أشار إلى أن هذه الجزر كانت فيما مضى موطناً للطيور المهاجرة والأعشاب البحرية الغنية، قبل أن يغزوها البلاستيك.

من البحر إلى مصنع الأزياء

يتم جمع النفايات البلاستيكية وغسلها وفرزها ثم تمريرها إلى شركة تجميع، حيث تُطحن وتُضغط، وتُنقل إلى مصانع مخصصة لتحويلها إلى رزم بلاستيكية. تم عقد شراكة مع مبادرة Seaqual الدولية، التي تشتري البلاستيك البحري بأسعار محددة وتعيد تصنيعه إلى ألياف نايلون باسم Seaqual Yarn.

فرص جديدة للاقتصاد والبيئة

بحسب عمر كشارم، رئيس شركة قرقنة بلاست، فإن العمل مع Seaqual أتاح فرصاً اقتصادية جديدة، خاصة أن البلاستيك البحري غالبًا ما يكون بلا قيمة سوقية حقيقية. إعادة تدوير البلاستيك هنا ليست مجرد حل بيئي، بل رافعة اقتصادية للمجتمعات المحلية.

صناعة محلية بتقنيات عالمية

في مدينة قصر هلال الساحلية، تقوم شركة Sitex بتحويل خيوط Seaqual إلى قماش دنيم عالي الجودة، وتزوّد به علامات عالمية مثل Hugo Boss وZara وDiesel. هذا المشروع يمثّل مثالًا على كيف يمكن دمج التكنولوجيا المتقدمة في مجال إعادة تدوير البلاستيك داخل سلاسل الإنتاج المحلية.

التعاون مع علامة Outa

أنيس مونتاسر، مؤسس العلامة التونسية Outa، عقد شراكة مع Sitex لإنتاج أزياء صديقة للبيئة. يقول: “عملنا سويًا لاختيار قوة الخيط المناسبة وصبغة النيلي المثالية”، مشيرًا إلى أن التعاون سيتوسع لاحقًا ليشمل الأصباغ الطبيعية.

تحديات التكلفة العالية

على الرغم من أن إنتاج هذه الأقمشة المعاد تدويرها يتم بالكامل في تونس، فإن تكلفتها تزيد بنسبة 20% عن الأقمشة العادية. لكن مونتاسر يرى أن قيمة المشروع تتجاوز الجانب المادي، مؤكدًا أن “إعادة تدوير البلاستيك” يمكن أن تُلهم مصممين آخرين لاتباع نفس المسار البيئي.

عرض أول خلال أسبوع الموضة

شاركت علامة Outa بمجموعة أزيائها المستدامة خلال أسبوع الموضة في تونس، من تصميم الفرنسي مود بينيتو، الذي وصف المشروع بأنه “تحدٍ إنساني” يتماشى مع فكرة إنقاذ الكوكب.

إقرأ أيضًا:

هل تشكل الموضة خطراً على البيئة؟

إطلاق مساحيق تجميل عضوية لا تضر بالبيئة

إبتكار تصاميم أزياء مستدامة في أيسلندا والمكسيك

spot_img

اشترك معنا ليصلك كل جديد

اشترك معنا ليصلك كل جديد

Related articles

Best Local casino Web sites for people People

ContentThe newest Regulating Authorities Ruling Web based casinosNFL Offensive...

Giovanni’s Treasures Position Enjoy On the web free of 50 dragons slot charge or Real money

Content50 dragons slot: Other betting typesComparable harbors you might...

Shamrock Isle Harbors RTP% Recommendations & Bonuses Opponent Gambling

ArticlesSearched PostsIs also United states participants have fun with...
spot_imgspot_img

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

×