رام الله – في خطوة تهدف إلى تمكين الشباب وتشجيع الحلول الإبداعية للتحديات الحضرية، اختتمت بلدية رام الله من خلال حاضنة “مكاني” وبالشراكة مع مسرعة الأعمال “فلو”، فعالية “اليوم التجريبي” (Demo Day) ضمن برنامج “تحدي المدينة: مدينة شاملة ومبدعة”. الفعالية جاءت كثمرة تعاون بين القطاعين العام والخاص بدعم من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وأسفرت عن اختيار خمس مبادرات شبابية متميزة تمثل حلولًا عملية لقضايا مجتمعية ملحّة مثل إدارة النفايات، والنقل الذكي، والمشاركة المجتمعية.
شهدت مدينة رام الله لحظة مميزة من الحماس والإبداع وروح المشاركة المدنية خلال يوم العروض النهائية لبرنامج تحدي المدينة: المدينة الشاملة والمبدعة، الذي يُعد محطة رئيسية ضمن رحلة ابتكارية مكثفة قادها شباب المدينة نحو مستقبل حضري أفضل.
أطلق هذا البرنامج الطموح من قبل بلدية رام الله من خلال حاضنة “مكاني”، ونُفّذ بالشراكة مع مسرعة الأعمال “فلو” وبدعم من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، ليكون منصة تُفعّل دور الشباب في إعادة رسم شكل الخدمات البلدية، وتطوير بيئة حضرية شاملة تراعي احتياجات جميع شرائح المجتمع.
وبعد معسكر تدريبي مكثّف استمر ثلاثة أيام، غاصت فيه الفرق المشاركة في مفاهيم ريادة الأعمال والتفكير التصميمي والتجربة المجتمعية، عرضت خمس مبادرات واعدة أفكارها أمام لجنة تحكيم ضمّت نخبة من ممثلي البلدية والقطاع الخاص والجهات الداعمة.
استُهل الحدث بكلمات افتتاحية ألقتها شخصيات رائدة في مجالات الابتكار والخدمة العامة، منهم رئيس بلدية رام الله عيسى قسيس، الذي أكد التزام البلدية بدعم المبادرات الشبابية وفتح أبوابها أمام الأفكار المجتمعية القابلة للتطبيق. كما تحدثت مجد خليفة، الشريكة المؤسسة لمسرعة الأعمال “فلو”، مشيدةً بقدرة الشباب على تحويل التحديات اليومية إلى فرص إبداعية، مشيرةً إلى أهمية توسيع نطاق البرنامج مستقبلًا. كذلك عبّرت وزيرة العمل د. إيناس العطاري عن دعمها لمنظومة الريادة في فلسطين، وشددت على أهمية أن يكون الشباب عنصرًا فاعلًا في التنمية المحلية. بدوره، أوضح جهاد شخشير من GIZ أن المؤسسة تولي اهتمامًا خاصًا للمشاريع المجتمعية التي تخرج من رحم بيئات مدنية فعالة.
العروض الخمسة التي قدمتها الفرق الشبابية تنوعت في مجالاتها، لكنها التقت عند نقطة واحدة: خدمة المدينة وسكانها. وجاءت المبادرات على النحو التالي:
-
“سمعنا” – منصة رقمية تفاعلية تتيح للمواطنين التصويت على مقترحات تخص مدينتهم، وتُنتج تقارير تحليلية تدعم عملية اتخاذ القرار المبني على مشاركة السكان.
-
“بلّش من بيتك” – نظام ذكي يشجع على فرز النفايات المنزلية من خلال تقديم حوافز للمواطنين مثل خصومات على خدمات البلدية، اعتمادًا على بطاقة ذكية تُسجل كميات الفرز.
-
“المدينة الهادئة” – مشروع يستهدف ظاهرة التفحيط المزعجة ليلاً في الأحياء السكنية من خلال تقنيات إنارة ذكية تُرسل إنذارات وتُشجع على التبليغ عبر تطبيق البلدية.
-
“Palestyle” – مبادرة تهدف لتوثيق البيوت القديمة والعمارة الفلسطينية باستخدام رموز رقمية، لرفع الوعي المجتمعي حول التراث والحفاظ عليه.
-
مبادرة مواقف السيارات الذكية – أداة رقمية تعرض لحظيًا أماكن مواقف البلدية المتاحة، لتسهيل حركة المركبات وتخفيف الازدحام في المدينة.
وبعد تقييم العروض من قِبل لجنة التحكيم، تقرر تأهيل جميع المبادرات إلى المرحلة التالية من التطوير ما قبل الاحتضان، والتي تتضمن تدريبًا معمّقًا وإرشادًا عمليًا لتحويل الأفكار إلى حلول قابلة للتطبيق ميدانيًا، بالتعاون مع بلدية رام الله.
تُجسد هذه المبادرات روح البرنامج التي تقوم على الشمولية، والابتكار، والمشاركة المجتمعية، وهي مبادئ تتماشى مع رؤية البلدية نحو مدينة يقودها شبابها، ويشاركون في تشكيل مستقبلها، ويصنعون فارقًا حقيقيًا في حياة أهلها.
خطوة ملهمة لدعم ريادة الأعمال المجتمعية! سيكون من الرائع معرفة المزيد عن المبادرات التي تم اختيارها وكيف يمكن أن تُحدث فرقاً في المدينة.