الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: تحديات وفرص في العصر الرقمي
وفقًا لموقع IncArabia، يبدي إسلام كمال، المهندس المصري والمدير الهندسي في شركة “ميتا”، تفاؤلًا بشأن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة العربية، لكنه يؤكد أن الطريق ما زال طويلًا ويحتاج إلى تعاون مشترك بين الجامعات، الدول، والأفراد لتحقيق نتائج ملموسة.
تقدم بطيء ولكن ملحوظ
في حديثه مع IncArabia، أشار كمال إلى أن هناك جهودًا حقيقية تُبذل لتحسين معالجة اللغة العربية، لكن وتيرتها بطيئة. وأوضح أن ظهور قواعد بيانات عربية وأبحاث علمية في السنوات الأخيرة يمثل خطوات أولية مهمة، مثل تلك التي تُركز على اللغة العربية وتعمل على تطوير أدوات متقدمة للتعامل معها.
كمال لفت أيضًا إلى تطور برامج الذكاء الاصطناعي، مثل “ChatGPT 4” و”Google Gemini”، التي أصبحت قادرة على التعامل مع اللغة العربية وفهم بعض لهجاتها. وأكد أن هذا الإنجاز هو ثمرة التعاون بين جهود تعزيز اللغة العربية والتقدم التقني في الذكاء الاصطناعي.
نقص الموارد: التحدي الأكبر
رغم التحديات اللغوية واللهجات المتعددة التي تواجه اللغة العربية، يرى كمال أن المشكلة الرئيسية تكمن في نقص الموارد والبيانات المتوفرة على الإنترنت. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى قواعد بيانات ضخمة ومصنفة، وهو ما تفتقر إليه اللغة العربية مقارنةً باللغات الأخرى، مثل الإنجليزية.
وأشار إلى أن المحتوى العربي يمثل فقط 3% من الإنترنت، مقارنةً بـ80% للإنجليزية، مما يُعزز الفجوة الرقمية. كما أن قلة التمويل في العالم العربي يُعد عائقًا كبيرًا لتطوير البيانات باللغة العربية، مما يدفع الشركات لتجنب الاستثمار فيها.
اللهجات وتحديات اللغة
من بين التحديات الثانوية التي تواجه اللغة العربية، يُبرز كمال مشكلة غياب التشكيل في الكتابة. قارن ذلك بكتابة الإنجليزية بدون أحرف متحركة، مما يجعل النص أقل وضوحًا. إضافةً إلى ذلك، أشار إلى تعقيدات الاشتقاق والصرف في العربية، التي تزيد من صعوبة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عليها.
حلول ممكنة ولكنها تتطلب وقتًا
يشير كمال إلى أن التغلب على هذه التحديات يحتاج إلى جهود جماعية وتخطيط طويل الأمد. من بين الحلول المطروحة، زيادة المحتوى العربي عالي الجودة على الإنترنت، وتطوير قواعد بيانات مصنفة يمكن أن تُستخدم من قِبل الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن التعاون بين مطوري التكنولوجيا، اللغويين، والأوساط الأكاديمية ضروري لسد الفجوة بين اللغة العربية والتطورات التقنية، مما يضمن تمثيلًا أفضل للغة في العالم الرقمي.
أهمية المحتوى العربي في المستقبل الرقمي
ختامًا، يعتقد كمال أن الناطقين باللغة العربية يجب أن يساهموا بشكل أكبر في تطوير التكنولوجيا المرتبطة بلغتهم، ليس فقط للحفاظ على هويتهم اللغوية، ولكن أيضًا لضمان بقاء اللغة العربية جزءًا أساسيًا من المستقبل الرقمي.
الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: تحديات وفرص في العصر الرقمي