استثمار، توسع، ورؤية واضحة: حديث خاص مع MENA Analytics
في خطوة جديدة لتعزيز دور الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا وتحليلات البيانات، أعلن “صندوق ابتكار” عن استثماره في شركة “MENA Analytics” الفلسطينية، وهي شركة متخصصة في أبحاث السوق والتحليلات الذكية. تهدف الشركة إلى تغيير طريقة وصول الشركات إلى بيانات السوق وفهمها، وقد بدأت بالفعل بخطوات توسعية نحو أسواق جديدة مثل السعودية والأردن، بعد تحقيقها حضوراً قوياً في السوق الفلسطيني.
تأسست “MENA Analytics” في عام 2023، وهي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأدوات تفاعلية لتوفير حلول مخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة بأسعار معقولة، ما يجعلها واحدة من الشركات القليلة في المنطقة التي تركز على هذه الفئة من السوق.
وتزامناً مع هذا الإعلان، أجرت مجلة لكم مقابلة حصرية مع زين أبو دقة، الشريك المؤسس ومدير المنتجات في “MENA Analytics”، للحديث عن خطط التوسع، التحديات المقبلة، وما يميز الشركة عن غيرها في مشهد تحليلات السوق في الشرق الأوسط.
ما هي الاستراتيجيات التي ستتبعها “MENA Analytics” للتوسع في أسواق جديدة مثل السعودية والأردن؟
نتبع استراتيجيات شراكات متعددة الأطراف. نعمل على بناء علاقات مع شركات تقدم خدمات تشمل المحاسبة والتدقيق ودراسات السوق، حيث نسعى لأن نكون جزءاً من باقة خدماتهم. كما نعقد شراكات مع جهات مختصة بجمع البيانات، إلى جانب كوادر ميدانية في الأردن والعراق، ونتطلع إلى شراكات مستقبلية في السعودية.
نحن أيضًا نركز على شراكات رقمية، خاصة مع شركات الاتصالات، لما تملكه من قواعد بيانات واسعة تسهل علينا عملية التوسع، خصوصاً في الأسواق المتقدمة مثل السعودية، حيث تُعتبر هذه الطريقة أكثر كفاءة مقارنة بالجمع اليدوي. بشكل عام، نحن لا نحاول خلق بيئة جديدة، بل ندمج أنفسنا في بيئات قائمة، ما يساعدنا على فهم السوق بسرعة وكفاءة.
ما هي التحديات الرئيسية التي تتوقعون مواجهتها خلال عملية التوسع، وكيف تخططون للتغلب عليها؟
أول التحديات هو فهم احتياجات الشركات في الأسواق الجديدة. منتجنا صُمم بناءً على احتياجات السوق الفلسطيني، لكننا لاحظنا أن الأردن والعراق يحملان تشابهات كبيرة. رغم ذلك، تختلف طريقة عرض وبيع المنتج من بلد لآخر، وهو تحدٍ بحد ذاته.
كذلك، تختلف آليات بناء الشراكات من بلد إلى آخر، لذلك يجب أن يكون التوسع قائمًا على فهم عميق للسوق المحلي. وأخيرًا، هناك تحدي كسب ثقة العملاء، خاصة وأننا نقدم خدمات تعتمد على بيانات حساسة تُؤثر في قرارات الشركات. لكننا واثقون من قدرتنا على تجاوز هذه العقبات بفضل توسعة فريق العمل لدينا في الأسواق المختلفة.
كيف تقيمون مستوى الوعي بأهمية تحليلات البيانات في السوق الفلسطيني والعربي؟
أعتقد أن هناك وعيًا متزايدًا في العالم العربي بأهمية التعامل العلمي مع البيانات. الشباب اليوم يدخلون مجالات جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا والبيانات، لكنهم بحاجة إلى أدوات علمية تفهم السوق وتساعدهم على اتخاذ قرارات ذكية.
دورنا لا يقتصر على جمع البيانات فقط، بل أيضًا على تمكين الشركات من استخدامها بفعالية. نُطوّر منتجًا سهل الاستخدام، يُبسّط المعلومات ويقدم ما يحتاجه العميل دون تعقيد، ونُرشد المستخدم لفهم وتحليل البيانات المقدمة له.
ما الذي يميز “MENA Analytics” عن المنافسين في مجال تحليلات السوق في الشرق الأوسط؟
ما يميزنا هو تركيزنا على الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهي فئة غالباً ما تُهمل في السوق لصالح الشركات الكبرى. نحن نقدم لهم خدمات تحليل بيانات بأسعار معقولة وذات قيمة مضافة حقيقية.
كما نعمل على أتمتة الخدمات التقليدية، مما يجعل تجربة العميل أكثر سلاسة وكفاءة. يمكنه تحديد البيانات التي يحتاجها، ونحن نوفر له كل شيء من جمع البيانات، تحليلها، وعرضها بشكل متكامل ومؤتمت. نحن نحل مشكلة حقيقية لشريحة مهمة من السوق، بأسلوب ذكي وفعّال.
نهايةً
مع دخولها أسواقًا جديدة وخطط توسع مدروسة، تثبت “MENA Analytics” أن الابتكار لا يقتصر على التكنولوجيا فقط، بل يشمل أيضًا فهمًا عميقًا لحاجة السوق وإعادة تصميم الخدمات لتناسب شريحة غالبًا ما تُهمل. وبينما تستعد الشركة لمزيد من الشراكات الإقليمية، يبدو أن الاستثمار الجديد من صندوق ابتكار لم يكن سوى بداية لمسار واعد في عالم تحليلات البيانات في المنطقة.
استثمار، توسع، ورؤية واضحة: حديث خاص مع MENA Analytics