تُعد أهمية الذكاء العاطفي في العمل من العوامل الأساسية التي تؤثر في بيئة العمل بشكل مباشر، حيث تساعد الموظف على التعامل بفعالية مع الزملاء والمواقف المختلفة داخل المؤسسة. امتلاك هذه المهارة يُسهّل التفاعل الإيجابي، ويعزز من فرص النجاح والتعاون داخل الفريق، مما يؤدي إلى بيئة عمل أكثر إنتاجية واستقرارًا.
ما هو الذكاء العاطفي والاجتماعي؟
يشير الذكاء العاطفي والاجتماعي إلى قدرة الفرد على فهم مشاعره ومشاعر الآخرين، والتفاعل بوعي وذكاء مع مختلف المواقف. يتميز الشخص الذكي عاطفيًا بالقدرة على التحكم في ردات فعله وفهم الشخصيات المختلفة. أهمية الذكاء العاطفي في العمل تظهر هنا بوضوح، حيث تُمكّن هذه المهارات الموظف من التكيّف مع بيئة العمل وضغوطها المتغيرة ليتمكن من تحقيق النجاح المهني.
عناصر الذكاء الاجتماعي العاطفي في بيئة العمل
تتمثل عناصر الذكاء العاطفي والاجتماعي في أربع مهارات رئيسية:
- مهارات التواصل:
هي من اهم الصفات التي على الشخص التمتع بها في مكان العمل ويشير هذا الجانب الى قدرة الشخص على الاستماع جيداً للأخرين وايصال فكرته للزملاء بمكان العمل بشكل واضح ولائق وايضاً الذكاء في التواصل مهم جداً عند الاعتراض والخلاف فهو يجنب افراد الفريق بالوقوع بفخ الشجارات والصوت المرتفع والتوتر في العلاقات بين الزملاء. فمن اهم العناصر في مكان العمل هو بيئة العمل الصحية لذلك الذكاء الاجتماعي العاطفي بين الموظفين لا يعود بالمنفعة على الموظفين فقط بل على الشركة ايضاً لان الوفاق يزيد من العمل التعاوني والإنتاجية بالعمل وهو دائما ما يكون نتيجة للتواصل الإيجابي بين الموظفين. - فهم دوافع الاخرين:
تساعد الشخص على تحليل شخصية الاخرين عند التعامل معهم بالتالي فهم طريقة التعامل التي تتناسب معهم وفهم ما بين السطور بالمحادثات التي تقوم بها مع الافراد من الزملاء، التحليل هو من اهم مهارات الذكاء الاجتماعي العاطفي الذي يندرج تحت مهارة فهم دوافع الاخرين فالتعامل مع المدير في العمل يحتاج مثل هذه المهارة ليستطيع الموظف ان يدخل للمدير من منطلق اهتماماته، على سبيل المثال اذا تستطيع من خلال التعامل مع مديرك بمعرفة ما اذا كان يحب ان تحدثه عن إنجازات المهام اليومية الصغيرة ام الانجازات الأسبوعية الكبيرة، ام ادراج لائحة معلومات بالأرقام والنسب او ملف مكتوب فيه الإنجازات بوصف الكلمات. - ضبط الانطباع وردود الأفعال:
هو مشابه لمهارات التواصل لكنه أقرب للذكاء العاطفي من الذكاء الاجتماعي رغم قربهما، يساعد ضبط الانطباع على استيعاب رد فعل الاخرين والسيطرة على ردة فعلك في مواقف من الممكن ان تشعر بها بالاستفزاز او الظلم فالسيطرة على النفس وعلى العواطف هو امر مهم خصوصا في مكان العمل وهنالك امثلة كثيرة على موظفين تم فصلهم من العمل بسبب ردات أفعال عنيفة وعصبية رغم انهم لم يفعلوا شيء يسبب الضرر للعمل ولكن عدم ضبط المشاعر والسيطرة عليها همشت صورة الشخص المنفعل امام زملائه وامام المدير. - الطلاقة اللفظية ولغة الجسد:
هي من اهم مهارات الذكاء الاجتماعي المطلوبة في سوق العمل، عليك التفكير جيداً وسريعاً قبل التحدث وانتقاء كلماتك بعناية كما عليك الانتباه للغة الجسد، لعل ما يجعل لغة الجسد من اهم مهارات الذكاء الاجتماعي فله تأثير كبير على اطباع الناس ونظرتهم للشخص.
كل عنصر من هذه العناصر يعزز أهمية الذكاء العاطفي في العمل ويجعل الموظف أكثر قدرة على تحقيق أهدافه المهنية.
فوائد الذكاء العاطفي والاجتماعي في العمل
لا تقتصر أهمية الذكاء العاطفي في العمل على الجانب الشخصي فقط، بل تمتد لتشمل الفريق والشركة ككل. من أبرز الفوائد:
-
تحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية.
-
تقليل النزاعات وزيادة التعاون بين الزملاء.
-
القدرة على التأثير الإيجابي على الآخرين.
-
إدارة الضغوط والمواقف الصعبة بحكمة.
-
تحسين مهارات التفاوض والإقناع.
كيف يعزز الذكاء العاطفي فرص النجاح المهني؟
الموظف الذي يتمتع بالذكاء العاطفي يكون أكثر قدرة على كسب احترام زملائه، التعبير عن أفكاره بثقة، والتعامل بمرونة مع التحديات. لذلك، فإن أهمية الذكاء العاطفي في العمل تتجلى في كل جانب من جوانب الأداء المهني، وتمنح الموظف أفضلية واضحة في التطور الوظيفي.