في زمن تنتشر فيه المعلومات بسرعة الضوء، أصبح من السهل الوقوع في فخ الأخبار الكاذبة. وبينما تتصدر الشائعات واجهات مواقع التواصل الاجتماعي، يبقى السؤال الأهم: كيف تتأكد من صحة الخبر الكاذب؟ في هذا المقال، نقدم لك دليلًا عمليًا يساعدك على التمييز بين الحقيقة والتضليل لحماية نفسك ومحيطك من المعلومات المغلوطة.
كيف تميز الاخبار الكاذبة؟
الاخبار الكاذبة هي اخبار مضللة او خاطئة تصاغ على هيئة اخبار صحيحة، وللأخبار الكاذبة أنواع منها الاخبار المضللة عمداً لتغيير الرأي العام او لتوجيه قراءات على مواقع معينة، والاخبار التي تحتوي على عناصر حقيقية لكنها غير دقيقة وذلك بسبب المبالغة بوصف الاحداث او عدم تأكد الكاتب من صحة تفاصيل الخبر.
وغالباً ما أصبحنا نرى هذا النوع من الاخبار الكاذبة عند ظهور مواقع التواصل لاجتماعي حيث ان الاخبار المضللة كثيراً ما تنتشر عبر هذه التطبيقات لان معظم من ينشر الاخبار على مواقع التواصل الاجتماعي هم ليسوا صحفيين او كتاب بل هم افراد من المجتمع.
لذلك في زمننا هذا يضيع الجمهور بين المبالغة في سرد القصص والاخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية ذات المصداقية وأخرى ذات حقائق متلاعب بها ربما بسبب اجندات سياسية معينة.
في عالمنا العربي، حيث تغلب القلاقل السياسية والاقتصادية، قد يكون من الصعب أحيانًا التفرقة بين الخبر الصحيح والمضلل. وهنا يطرح السؤال نفسه: كيف تتأكد من صحة الخبر الكاذب؟
اليكم بعض النصائح لتمييز الاخبار الخاطئة عن الصحيحة:
1. تحقق من المصدر:
الخطوة الأولى في معرفة كيف تتأكد من صحة الخبر الكاذب هي فحص مصدر الخبر. عادةً ما تستخدم المواقع المضللة أسماء نطاقات شبيهة بالمواقع المعروفة مع تغييرات طفيفة (مثل com.fake بدلاً من .com). تأكد من أن الموقع رسمي وموثوق.
2. تحقق من هوية الكاتب:
عليك بالبحث عن الصحفي او كاتب الخبر فهل هو شخص خبير ام هو فقط مدون او مـوثر على مواقع التواصل الاجتماعي، وعليك بمعرفة ما إذا كان يتبع أحزاب سياسية او اجندات سياسية معينة وإذا كان حسن السمعة.
3. استخدم العقلية النقدية:
حتى تتأكد من صحة الخبر الكاذب، عند قراءة خبر مُعين اسأل نفسك، لماذا نُشِر هذا الخبر؟ هل هو للترويج لشيء معين؟ ام هذا فخ كي انقر على موقع الكتروني معين ليحصل على عدد مشاهدات او قراءات؟ فالكثير من المواقع الإخبارية تصيغ عناوين لتثير مشاعر الجمهور سواء غضباً او اثارةً لغايات معينة، فعليك ان تكون اذكى من مَن صاغ تلك العناوين بتفكيرك المنطقي.
4. تحقق من صحة الصور والفيديوهات:
هنالك الكثير من الصور المفبركة او التي تم التلاعب بها لتضليل الحقيقة مثل قص جزءاً منها وغيرها من الحيل. وهنالك علامات على الصور يمكنك من خلالها معرفة ما إذا كانت مفبركة او ملعوب بمحتوياتها مثل: تموج الخطوط المستقيمة، الحواف غير المستوية او الظلال الغريبة. ومع تطور الذكاء الاصطناعي ظهرت ايضاً فبركة الأصوات حيث ان البعض يقوم بخلق جمل باستخدام أصوات اشخاص دون علمهم وهذا امرٌ خطير جداً.
استخدم أدوات مثل Google Images أو FotoForensics لتحليل الصور المشبوهة ومعرفة مصدرها الحقيقي.
5. هل تبنته عدة مصادر موثوقة؟
عاداً عندما يكون الخبر صحيحاً لا يكون محتكراً لجهة إعلامية واحدة فقط، بل يتبنى هذا الخبر مع اختلاف صياغته الكثير من المواقع الإخبارية التابعة لقنوات موثوقة، لكن احذر! قد تكون قنوات إخبارية مشهورة وموثوقة تتبنى اخبار مضللة ومتلاعب بها ومنحازة لجهة معينة.
مخاطر الأخبار الكاذبة
الأخبار الكاذبة لا تسبب فقط سوء فهم، بل قد تؤدي إلى قرارات خاطئة أو حتى أزمات اجتماعية واقتصادية. الإشاعات حول الأوبئة مثل فيروس كورونا، أو الأزمات السياسية، قد تؤجج الخوف وتزيد من انقسام المجتمعات.
مخاطر الأخبار الكاذبة:
هنالك مخاطر كبيرة وجسيمة للأخبار المضللة والكاذبة، فعندما يصعب على الأشخاص التمييز بين الاخبار الصحيحة والكاذبة يؤدي ذلك الى سوء فهم وسوء إدارة عام بالأمور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فان تلفيق الاخبار يثير الصراع الاجتماعي ويكثفه، فعلى سبيل المثال الاشاعات التي صدرت بشال الامراض مثل فايروس كورونا دفعت بعض الافراد لأخذ قرارات خاطئة بشأن صحتهم.
في الختام: مسؤوليتك كمُستقبل للمعلومة
قبل أن تنشر أو تشارك أي خبر، اسأل نفسك: هل أنا متأكد من صحة هذا الخبر؟ وكيف تتأكد من صحة الخبر الكاذب؟ الجواب يتطلب وعيًا، تحققًا، وفكرًا نقديًا. أنت جزء من شبكة معلوماتية ضخمة، فكن شخصًا مسؤولًا فيها، وساهم في نشر الحقيقة لا الفتنة.
وفي الأوضاع السياسية الراهنة فان بعض الجهات الإعلامية تروج لحقائق مضللة تقلب الموازين فتزيد الظالم قوة وتزيد المظلوم ظلماً. لذلك على كل شخص قبل تصديق ونشر أي محتوى سواء على مواقع التواصل الاجتماعي ام عبر المحادثات الخاصة سواء شفهياً ام كتابتاً عليه أن يسأل نفسه: هل أنا مُتأكد من صحة الخبر؟ وكيف تتأكد من صحة الخبر الكاذب؟
الجواب يتطلب وعيًا، تحققًا، وفكرًا نقديًا. أنت جزء من شبكة معلوماتية ضخمة، فكن شخصًا مسؤولًا فيها، وساهم في نشر الحقيقة لا الفتنة. وكما قال الله تعالى بآيته الكريمة “الفتنة اشدُ من القتل” صدق الله العظيم.